«معركة الثغرة الأخيرة» رواية جديدة صدرت للكاتبة شيماء محمد المرزوقي، وهي موجهة لليافعين.. تدور أحداثها عن فتى في مقتبل العمر، اسمه آثر وصديقه سليم، لديهما شغف بالكمبيوتر والمواقع والبرمجيات، طورا من إمكاناتهما وقدراتهما في هذا المجال، حتى أصبحا من أكبر مخترقي المواقع على شبكة المعلومات العالمية الإنترنت.. الراوية ركزت بطريقة غير مباشرة على معالجة جوانب متعددة لهموم هذه الفئة العمرية مع التقنية وما يتعرضون له من أخطار وتأثيرات نفسية وروحية، وتحديات جسيمة وقاسية، تناولت قضايا حيوية مثل الإرهاب والتطرف: «بعد بضع دقائق من القلق والتوتر وتجمع الموظفين أمام حاسب آثر، وصلت رسالة إلى البريد، كانت تحتوي على معلومات لا تقدر بثمن بالنسبة للحكومة، ومن ضمنها إحداثيات المقر الجديد للمنظمة الإرهابية».
استخدمت المؤلفة لغة بسيطة عند طرحها مواضيع حساسة، كما أنها ابتعدت عن التنظير والتعمق في تفاصيل جانبية رغم أهميتها. تميزت الرواية بالحوار وصور متعددة وأيضاً القصص والمواقف ومفارقات ومفاجآت متعددة، أيضاً تضمنت الرواية رمزية جميلة في أكثر من مقطع مثل الحوار بين بطلي الرواية: «آثر: كلا، لقد كانت مشكلة بسيطة، ثم تم النصب عليك ببساطة، إنها سلسلة من الثغرات يا صديقي. سليم: ثغرات؟. آثر: نعم، إنهما ثغرتان، جعلتاك تفشل.
سليم: وما هما؟ آثر: واحدة هي الثغرة التي تركتها في مدونتنا التي صنعناها سوياً، وتمكنت من خلالها من تدمير العديد من الحواسيب، والثغرة الأخرى هي في حياتك، عندما سمحت لأحدهم بأن يسلك من خلالها ويتحكم بك وبحياتك، كما نتحكم بالحواسيب والمواقع بعد اختراقها.
ضحك سليم وقال: أنا متأكد من أن هذه ستكون الثغرة الأخيرة. آثر: الثغرة الأخيرة، يبدو اسماً جميلاً، من الجيد رؤيتك يا صديقي، حاول أن تخرج من هذا المكان بسرعة، يوجد عمل كثير ينتظرنا في شركة ووب». ضمت الرواية معلومات تقنية وتخصصية في الكمبيوتر والبرمجة، نجحت المؤلفة في تبسيطها والزج بها من دون تضخيم أو إيراد مصطلحات معقدة. كما أنه يحسب لها الحبكة والدقة في التسلسل الزمني مع أبطال الرواية منذ طفولتهم مروراً بمراهقتهم وصولاً إلى الإنتاج والنجاح والتفوق، وفي هذه المسيرة رصد للعقبات وقسوتها والطموحات والآمال والأحلام والسعي لتحقيقها.
Comments