يتناول كتاب «منذ متى تطير الخفافيش تحت الشمس» لمؤلفته الكاتبة شيماء المرزوقي، حالة الوجع الذي تعيشه الأمة العربية بعد صعود الجماعات المتطرفة، التي بدأت تتغذى وتكبر كما تؤكد الكاتبة: «بسبب البعض منا، إما عن سذاجة وبراءة ممزوجة غير مبررة، أو أنها بقصد وتعمد، لأن بعض القلوب مريضة وبعض العقول في إجازة».
أهدت المرزوقي كتابها إلى وطنها الجميل في صياغة شفيفة تقول فيها: «لا أجد إلا أنت أيها الوطن النبيل الجميل الكريم... من أجلك كتبت.. ومن أجلك سأظل ألحن كلماتي.. ولأجلك أسطر حروفي».
ورغم أن عناوين الكتاب في نصفها -على الأقل- توحي كما لو أنها خارجة للتو من رحم الواقع العربي والعالمي المشحون بالتوتر والألم والمتناقضات، كما هو في: الإسلام السياسي..هدم النظام العام، و الإسلام السياسي.. انحراف وتفجير المجتمع، والتشدد والغلو الديني.. أول خطوة، وحربنا مع الإرهاب، ولسنا في معزل عن مفردة إرهاب، وفئتا الظلام والكراهية، وهيومن رايتس.. هل يعجبك قطع الرؤوس، و السياسة.. ومعضلة الجهل والحقد.. فإن هناك الكثير من العناوين التي تترنم بحب الوطن وتحدب عليه، بل تغار عليه من الحاسدين والمتآمرين وزارعي الفتنة بين الناس، وفي هذه العناوين يلمس القارئ لمسة حب واضحة في تلك الإطلالات على المشاعر الإنسانية والوطنية الواضحة كما هو في: الأوطان أعظم من تلك الأقلام، الوطن والوطنية وقياس الحب والولاء، وحالة الحب والولاء في الإمارات، والوطنية صمام أمان، ولا حرية ولا إبداع دون الأمن، وقواتنا المسلحة في مهمة نبيلة، وأيضاً إجماع عفوي على حب الإمارات.. الخ.
غير أن الرابط المهم في هذه المقالات، هو حرص الكاتبة على صياغتها بأسلوب أدبي لا يخلو من رشاقة الكلمة وبساطة العبارة، وهو ما يرد في مفاصل وأجزاء كثيرة بين ثنيات الكتاب كقولها: «وطن وشعب قاوم ملوحة البحر فحول مياهه إلى عذوبة تسقي الخضرة وتروي الظمأ، أمة انبثق فجرها الحديث على هدى النقاء والصفاء، فكانت الوحدة وكان التواد والتسامح والتقبل».
تحرص المرزوقي في كتابها على استشفاف الكثير من الموضوعات المهمة التي تهم الكائن البشري بوجه عام ومنها موضوع الأمن حيث يرد على لسانها تحت عنوان «الأمن لك أنت أولاً»: «أن الحاجة للأمن هي متطلب غريزي موجود في كل نفس دون استثناء، فدون فضيلة الأمن لن تستطيع التحرك والتعلم وأيضاً الشعور بالسعادة، وبالتالي فإن الأمن ومنذ فجر البشرية الأول هو العنصر المهيمن على فكر الإنسان والحاجة الملحة التي كان ينشدها في كل حين».
قدم للكتاب الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي بقوله: في هذه الآونة التي خرج فيها الإرهاب من أوسع الأبواب، فنحن أحوج ما نكون إلى قلم صادق، وكاتب حاذق، لا مجال للتراخي، ولا للسكوت على الإخلال بأمن واستقرار أوطاننا، باعتقادي أن شيماء وضعت النقاط على الحروف في عناوين ومضامين مقالاتها وأبدعت حقاً.
Comments